الأربعاء، 11 مارس 2009

رسالة إلى أختي في الله

أختاه يارمز الفخار تحشّمي لا ترفعي عنك الحجاب فتندمي




أحييك أختي بتحية الإسلام. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

غاليتي وحبيبتي في الله أكتب إليك هذه الرسالة لأنقل لك مما يجيش في صدري وما أشاهده بعيني وأسمعه بأذني ويفكر فيه عقلي.حقيقة لقد انتشر الحجاب في هذه الأيام انتشارا واسعا, فهذه أغطية الرأس تملأ كل مكان , فعم الحجاب وانتشر وهذه ظواهر طيبة وتبشر بخير. فعدد المحجبات في ازدياد. ولكن غاب عن الكثير من الأخوات المقصد الشرعي من الحجاب ولماذا شرع الله الحجاب للمرأة المسلمة. فظن البعض أن المقصد الشرعي من الحجاب هو تغطية الرأس وكفى وغاب عنهن ان الحجاب إنما شرع وفرض محافظة على عفة الرجال والمراهقين بما تقع عليه أبصارهم من مغريات النساء وفتنهن.. فهي المشكلة التي أحوجت المجتمع المسلم إلى حل, فكان الحل إلهيا من عند الله شرعه وتكفل به على أفضل وجه, وهو الحجاب. حيث قال تعالى: " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب" فقد عد الله النساء في أول مراتب الشهوات التي وضعها زينة وابتلاء في طريق الناس ولولا أنها أكثرها خطورة وأهمية ما جعل مرتبتها قبلهن جميعا في الذكر. فالمرأة في حياة الإنسان أخطر ابتلاء دنيوي. ولذلك وضع الإسلام علاجا لهذه الفتنة بالزواج للقادر عليه وصوم لغير القادر عليه.


ولما كان من الضروري أن تخرج المرأة من بيتها فقد أعد الإسلام لباسا خاصا وهو حجاب المرأة وجلبابها. قال تعالى: " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما" فالآية بها أمر واضح لنساء المؤمنين , فمن أطاعت فهي منهن ومعهن ومن عصت فإنها ظالمة لنفسها.


أما عن شروط الحجاب الشرعي فقد أجمع الفقهاء على أن يكون سابغا لجسم المرأة , لا يكشف منه شيئا, ولا يشفّ عما تحته , ولا يجسّد بحيث لا يبرز شيئا من معالم الجسم وأجزائه وأن لا يكون زينة في نفسه , وأن لا يكون ثوب شهرة أي ملفت للأنظار , ولا يكون مبخّرا ومعطّرا بحيث لا يحرك الشهوات. وأن لا يشابه زيّ الرجال ولا يشبه زيّ الكافرات. أيتها الأخت لقد لبست الحجاب إرضاء لربك وسترت عورتك حبا في دينك, أما تكملين عملك بهذا المطلب الشرعي والذي لن يكلف شيئا.


أختي المسلمة ألم تفكري في نفسك عندما تقابلين رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وخاصة عند الحوض الذي يسقي منه المسلمين قبل دخولهم الجنة , ومن يشرب من هذا الحوض شربة واحدة لا يظمأ بعدها أبدا. يومها يعرف الرسول أمته وتقوم الملائكة بإبعاد العاصين والمبدّلين عن الحوض , وينادي الرسول : "أمتي أمتي" فتقول له الملائكة: ليسوا بأمتك, لا تدري ما أحدثوا بعدك . لقد بدلوا وغيروا. فيقول الرسول الكريم: "سحقا سحقا" ويسحبون إلى النار.


أختاه آن لك أن تنهضي لاستجابة حكم مولاك العظيم وأن تصطلحي مع الله عز وجل بعد طول نسيان, فتتخذي من صراطه المستقيم سبيلا إليه . دعي انتقاد الناس وحسابهم فان حساب الله غدا أشد وأعظم. وإذا وسوس لك الشيطان فتذكري وعيد الله للعاصين بالنار. وإذا غرتك الدنيا بزينتها فتذكري القبر وظلمته. وإذا اشتقت لنعيم الدنيا فلا تنسي وعد الله للمؤمنين بنعيم الجنة الدائم في الآخرة. وإذا غرك جمالك فتذكري عظامك في القبر مخيفة ومرعبة وتذكري المرض وضياع الجمال.


لقد كانت هذه الكلمات نصيحة من القلب.. داعية لي ولك بالهداية وأن يبصرنا بديننا ويكفينا شر الشيطان وشركه ويرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه والباطل باطلا ويعيننا على اجتنابه وأن لا يجعل الدنيا كل همنا ولا مبلغ علمنا وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وشفاء همومنا وان يجمعنا وإياكم في الجنة ويسقينا من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبدا وأن يمتعنا بالنظر إلى وجهه الكريم.

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    حقيقى موضوع جميل

    ردحذف